لقاء حصري مع حارس محمد: رفضت الجواز الألماني أملاً برؤية قدم

يّخرج حارس محمد من صمته: رفضت الجواز الألماني أملاً برؤية قدمي ولدي تجوبان ملعب الشعب
دورالحكومة مكمّل لاستحقاقات المونديال.. ونشأت لايصلح للدوري الاوروبي


حاوره / علي اللامي (hajjaj)

عدسة / صفاء علون السوداني


نفى نجم الكرة العراقية السابق حارس محمد ما أشيع خلال الفترة الماضية بأنه جنّس نجله (احمد) قطريا وتخلى عن جنسيته العراقية،وعدّ الكلام الذي أعلن في الصحف وعبر المواقع الالكترونية بأنه عار عن الصحة معربا في الوقت نفسه عن أسفه لمن حاول النيل من سمعته ونجله بهذه الطريقة التي جردته من حبه وولائه للعراق.
وقال حارس في حديث خص به (كووورة عراقية) من مقر إقامته في العاصمة القطرية الدوحة
"اعتقد حصل التباس في قضية ولدي احمد وهناك من فسرّها وفق رؤاه والحقيقة انه لم يطلب ولم يرغب بالحصول على أي جنسية اخرى غير جنسيته العراقية "

لكن الذي حدث انه تعرض الى صدمة كبيرة بعد إبعاده عن منتخب ناشئة العراق حيث رئيس الاتحاد حسين سعيد شاهد مستواه أثناء تواجده في الدوحة عام 2005
وقام بتوجيه الدعوة إليه من اجل تمثيل المنتخب وهذا حق مشروع لأي موهبة عراقية".
واضاف "حزمت أمر سفري الى العراق وذهبت مع احمد الى بغداد على نفقتي الخاصة متحملاً كل الظروف التي من الممكن ان أواجهها بسبب تردي الوضع الأمني هناك،
كل ذلك وضعته خلف ظهري وقررت السفر الى بلدي الحبيب على الرغم من محاولة الخطف الفاشلة التي تعرض لها ولدي في حينه،
تحملت ذلك من اجل ان أضع احد ابنائي في خدمة الكرة العراقية مثلما خدمتها خلال السنوات الماضية وقد ابدى بعدها الملاك التدريبي لمنتخب الناشئين إعجابه الكبير بمستوى احمد
ولكن حدثت الانعطافة عندما توجه المنتخب الى الكويت لإقامة معسكر تدريبي وإذا بي أتفاجأ بإبعاده بلا وجه حق وعرفت فيما بعد انه وقع ضحية خلافات بين حسين سعيد واحمد راضي
الأمر الذي أدى الى انكسار الحالة النفسية لدى موهبة عراقية كان من الممكن ان تشق طريقها بكل قوة واستحقاق نحو المنتخبات الوطنية حسب الفئات العمرية.


قطع الطريق
واوضح حارس انه قطع الطريق على نجله باللعب لغير العراق بعد ان رفض ان يلعب مع منتخب ناشئة المانيا وقال " قمت في عام 2004 بتسليم الجواز الألماني للسفارة الألمانية في الدوحة إضافة الى رفضي تمثيله لمنتخب قطر الأمر الذي أدى الى حرماني من بعض الحقوق وتحملي بعض الضغوط من بينها انه في حالة مشاركته مع منتخب العراق سيحوله من لاعب مواطن بحكم جواز المهمات القطري(يعطى للاعبين في حالة سفرهم مع أي منتخب ويسلم في المطار بعد العودة من المهمة) وبالتالي اعتباره لاعباً محترفاً من بين 6 محترفين في كل ناد"، وبيّن حارس " كان ردي واضحا بأنني وأياً من أبنائي في خدمة العراق أينما نكون وليس من السهولة أن نضع تاريخنا الطويل والتضحيات التي قدمناها للوطن خلف ظهورنا ونلهث وراء الدولارات او بعض المغريات فهذه ليست أخلاقي ولا من خصال أبنائي الذين زرعت فيهم حب الوطن منذ الطفولة، هذا ردي على كل من شكك بولائي للوطن ووجه لي اتهامات باطلة منها مثلا سعيي الكبير وراء الجواز القطري وغيرها من هذه الأمور المفبركة، كما ارغب بان أوضح بان احمد هو من مواليد 1988 ومركزه لاعب وسط مهاجم ولعب لفريق ألماني في الدرجة الثانية باسم (فزنت هايت) وهو حالياً يلعب في نادي الشمال القطري معاراً من نادي الغرافة.


الصبر على اولسن
وعن رأيه بالتعاقد مع المدرب النرويجي اولسن لقيادة منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم اكد حارس "ان اولسن مدرب له تاريخ وباع طويل بكرة القدم في أوروبا وله بصمه واضحة مع منتخب النرويج وقيادته له في أكثر من مناسبة ولكن الذي أتمناه فقط هو الصبر عليه لأنه يحتاج للوقت من اجل إدخال الأساليب والتكتيكات الحديثة إذ هو مدرب يعتمد على النهج الدفاعي وغلق المساحات وهذا النوع من الأساليب غريب على لاعبينا لكون نزعتهم هجومية صرفة والامر الآخر ان اسلوب النزعة الدفاعية التي يركز عليها المدرب يتطلب لياقة عالية لكون هذا النوع من الأساليب من خلاله يؤدي الى تكوين هجمة مرتدة سريعة " واشار الى ان "المطلوب من لاعبينا هو التأقلم أكثرمع العقلية الاوربيه خصوصا وان المنتخب ميال للهجوم أكثر من الدفاع، وكما تعلمون بان كرة القدم في تطور مستمر سواء كان ذلك أكاديميا او غيره لذلك فان مايحتاجه المنتخب هو مدربون مختصون بالأحمال البدنية وعملهم وتمارينهم تتعلق بكرة القدم وبعيده كل البعد عن بناء الاجسام وهذا النوع من التدريب مشهور في ايطاليا لكونه يمنح اللاعبين لياقة بدينة وقدرة عالية على الاحتكاك وامتلاك الكرات دون اللجوء الى ارتكاب أخطاء وان تكون نسبة حصول الاصابة قليلة جدا واكبر دليل على ذلك مانراه في الدوريات الاوروبية حيث ان اللاعبين يبذلون مجهوادت عالية ومباريات كثيرة قد تصل في الموسم الواحد من 50 الى 60 مباراة إذا ماجمعنا مباريات النادي والمنتخب في مختلف البطولات".


شخصية البطل
وزاد حارس محمد الذي يعمل مشرفاً حاليا على مدربي نادي الغرافة القطري ومحللاً في قناة الجزيرة الرياضية كما عمل سابقاً محلل في قناة art " إن المطلوب من لاعبينا في الوقت الحالي بعد حصولهم على الانجاز الآسيوي أن تكون ثقافتهم الكروية قد نضجت أكثر خصوصا وأننا نعاني من ضعفاً كبيراً في ذلك وهذا واقع يجب الإقرار به كما على الجميع ان يرسخ شخصية البطل في نفوس اللاعبين والذين عليهم عدم الاستهانة بأي فريق يواجهونه لان جميع المنتخبات سوف تلعب ضد منتخبنا بقوة أكثر من السابق وسعيهم لهزيمة بطل آسيا".
وتابع "لذلك على لاعبينا الحذر واخذ الأمور بجدية اكبر وأنا متفائل جدا بتأهل منتخبنا الوطني الى نهائيات كاس العالم 2010خصوصا وان مجموعة اللاعبين الحالية يمكن ان تحقق هذا الحلم الذي سبقناهم في تحقيقه لجمهورنا الرياضي في عام 1986 في المكسيك لكن يجب ان تكون هناك خطة مدروسة بدعم من الجهات الحكومية المختصة من اجل اعداد المنتخب خير إعداد للتصفيات المؤهلة لكأس العالم ".


نظرة متميزة
وعن تقييمه لتواجد اللاعب العراقي في الدوري القطري قال "ان نظرة الاندية القطرية للاعب العراقي متميزة خصوصا بعد ماتعاقدت مع مجموعة منهم اما بالنسبة لي كمدرب فالحكم لايكون الا بعد انقضاء مجموعة من المباريات والتي تعتبر الفيصل في الحكم على مستوى اي لاعب وأننا شاهدنا كيف تهافتت العديد من الأندية على التعاقد مع اللاعبين العراقيين بعد الفوز في كاس آسيا ومنها الأندية القطرية وأنا أرى اللاعبين العراقيين المتواجدين الان في الدوري القطري قدموا مستويات جيدة جدا مع الآخذ بنظر الاعتبار أن لاعبنا يتأثر ببعض الظروف المحيطة به والتي من الممكن ان تجعله لايظهر بمستواه الحقيقي في بعض المباريات ".


مجازفة النجوم
ورأى حارس ان عدم تواجد احد لاعبينا في الدوريات الأوربية خصوصا بعد ان عرف الجميع إمكاناتهم بعد الفوز بالبطولة الآسيوية يعود لأسباب عديدة وقال" احمل اللاعبين أنفسهم مسؤولية ضياع الفرص لأنهم لايفكرون جديا باللعب في الدوري الاوروبي وبسبب الوضع الحالي فان الكثير منهم يسعى للعقد الانسب لتقاليده العربية حتى لو كان رخيصا وعدم الخوض في تجربة احترافية في الملاعب الأوربية لان في تفكيره يرى ان هذه التجربة بعيدة عنه وانا أعزو هذا السبب الى قلة الوعي وفقدان الثقة لدى اللاعب بقدراته والتي من الممكن ان يتوقعها انها لاتصل الى الدوريات الاوربية واعتقاده بانها فوق طاقته وقدرته ولايريد ان يجازف بما حقق من نجومية في الدوريات العربية ".
واكد بصراحة " ان اللاعب العراقي لاينقصه أي شيء باستثناء الثقة بالنفس لان اغلبهم لديهم امكانيات كبيرة وليس اللاعبين العرب الاخرين الذين يحترفون في اقوى الدوريات الاوربية هم افضل من اللاعب العراقي، وانا ارى بان يونس محمود وهوار ملا محمد ومهدي كريم يستحقون اللعب في الاندية الاوربية اما نشأت اكرم فان وصوله الى الاندية الاوربية يحتاج الى بعض الامور ومنها بطء سرعته التي تعيقه بعض الشيء ويجب عليه تطويرها لانه لاعب ذو مهارات كبيرة جدا".


جائزة محمود
واشار حارس الى فوز يونس محمود بجائزة (فاكيتي) حيث قال "نحن جميعاً كعراقيين فخورون إذا ما حصل أي لاعب عراقي على هذه الجائزة والتي تعني الارادة والتحدي والاستحقاق ومنحت ليونس لدوره القيادي بكأس آسيا وجهوده الكبيرة الى جانب زملائه الآخرين بتحقيق الانجاز الكبير للكرة العراقية في وقت عجزت الاجيال السابقة من الحصول على لقب هذة البطولة، وانا كلي ثقة بان يونس محمود سوف يحصل على جائزة افضل لاعب آسيوي لعام 2007 على الرغم من المنافسة الكبيرة بينه وبين بقية اللاعبين معه الا انه وبعيداً عن العاطفة فان محمود لاعب كبير وبالتأكيد ان حصوله على لقب اللاعب الافضل آسيوياً سوف يزيده اصراراً كبيراً على تقديم كل الجهود خلال الفترة المقبلة وهي تصب بكل تأكيد في مصلحة الكرة العراقية".


أمنيات حارس
وفي ختام حديثه تمنى حارس محمد ان يعم الامن والسلام ربوع عراقنا الحبيب وهذة هي امنية كل عراقي محب لبلده وان تعود جميع الخبرات العراقية للعمل داخل البلد من اجل تقديم كل شيء له وقال " نشعر بأن كل ما نقدمه في بلاد الغربة بلا طعم ولا رائحة، اما على المستوى الشخصي فأتمنى مشاهدة ولديّ محمد واحمد يلعبان على ملعب الشعب الدولي وسط هتافات الجماهير العراقية والتي اعتبرها (رقم واحد) في بزوغ نجومية أي لاعب، كذلك اتمنى ان تمنح الفرصة الى المواهب العراقية الموجودة خارج العراق وخصوصا في اوروبا من اجل اعطائها الفرصة لتمثيل المنتخبات العراقية".
واضاف: سبق ان كتبت مقترحاً في جريدة (كيت ستيغين بوست) وارسلته الى الاتحاد الاوربي لكرة القدم والذي عمم بعد ذلك عالميا طالبت فيه اعطاء الفرصة للاعبين الذين مثلوا منتخبات الفئات العمرية بغير منتخبات بلدانهم الاصلية ان يحق لهم اللعب مع المنتخب الوطني لبلدهم الام، كما اتمنى ان لاتطول سهام الاتهام كل مبدع عراقي يقدم جل خبرته خارج الوطن في وقت انه يتمنى ان تكون هذه الخبرات من نصيب بلده الذي قدمه للشهرة والنجومية".
يذكر ان حارس محمد لديه العديد من الأطاريح والدراسات التي قدمها الى الاتحادين الدولي والاوربي وتم الاخذ بكل ما قدم من افكار، كما كان المدرب العربي الوحيد في لجنة الاحتراف الفرنسي إضافة الى عمله مع العديد من الاندية العربية خلال السنوات الماضية.